الحمى المالطية، والمعروفة أيضاً باسم بروسيلا، هي عدوى حيوانية المصدر تنجم عن بكتيريا من نوع البروسيلا. تنتقل هذه البكتيريا إلى الإنسان من خلال استهلاك منتجات حيوانية ملوثة، أو عبر استنشاق الرذاذ الناتج عن حيوانات مصابة، أو من خلال الاتصال المباشر مع حيوانات مصابة. تعتبر الحمى المالطية واحدة من أكثر أنواع العدوى التي تسببها الحيوانات انتشاراً وتعد مصدر قلق كبير للصحة العامة حول العالم.
في هذا المقال، سنغوص في تفاصيل أعراض الحمى المالطية سواء
الأولية أو المتكررة، ونتناول كيفية تأثير نوع البكتيريا المسبب للأعراض. كما
سنتطرق إلى كيفية تأثير هذه الأعراض على الأطفال ونسلط الضوء على الأسئلة الشائعة
المتعلقة بالحمى المالطية.
أعراض الحمى المالطية الأولية
عند الإصابة بالحمى المالطية، قد تظهر مجموعة من الأعراض
الأولية التي يمكن أن تتشابه مع أعراض العديد من الأمراض الأخرى، لذا من الضروري
استشارة الطبيب لتحديد السبب الدقيق. نبدأ بالحديث عن الأعراض التي غالباً ما تظهر
في المرحلة المبكرة:
1. الحمى: تُعد الحمى من الأعراض الأولية الشائعة للحمى المالطية،
وهي عبارة عن ارتفاع في درجة حرارة الجسم فوق المعدل الطبيعي، الذي يتراوح عادةً
حول 37 درجة مئوية. الحمى هي استجابة الجسم لمحاربة العدوى وتفعيل جهاز المناعة،
وبالتالي قد تكون من أولى العلامات التي تشير إلى إصابتك بالبكتيريا المسببة للحمى
المالطية.
2. القشعريرة: غالباً ما تترافق القشعريرة مع الحمى. عندما ترتفع درجة
حرارة الجسم، قد يشعر الشخص بالقشعريرة، وهو رد فعل طبيعي يساعد في تعزيز
الاستجابة المناعية. تعتبر القشعريرة من العلامات الأولية التي تشير إلى وجود عدوى
في الجسم.
3. التعرق: التعرق هو وسيلة أخرى لتنظيم درجة حرارة الجسم بعد حدوث
القشعريرة. عندما يصاب الشخص بالحمى، قد يتعرق بشكل مفرط كوسيلة لتبريد الجسم
والحفاظ على درجة حرارته ضمن الحدود الطبيعية. التعرق المفرط يعتبر من الأعراض
الأولية التي قد تترافق مع الحمى المالطية.
4. فقدان الشهية: قد يشعر المصاب بالحمى المالطية بفقدان الشهية، وهو عرض
شائع قد يؤثر على قدرة الشخص على تناول الطعام ويؤدي إلى نقص في العناصر الغذائية
الضرورية. فقدان الشهية يمكن أن يكون علامة على استجابة الجسم للعدوى.
5. الإعياء والتعب: من بين الأعراض الشائعة الأخرى للإصابة بالحمى المالطية
هي الإعياء العام والتعب. هذه الأعراض تعكس شعوراً عاماً بعدم الراحة وقلة النشاط،
وقد تكون مرتبطة بالعدوى التي يسببها البروسيلا.
6. آلام المفاصل والعضلات والظهر: التهاب المفاصل وآلام الظهر من الأعراض الأولية التي قد
تظهر في حالات الحمى المالطية. قد تؤثر العدوى على المفاصل والعضلات مسببةً آلاماً
قد تستمر لعدة أسابيع.
7. الصداع: الصداع أيضاً من الأعراض الشائعة التي قد تحدث نتيجة
الإصابة بالحمى المالطية. قد يكون الصداع خفيفاً في البداية ثم يتطور ليصبح مزمنًا
في بعض الحالات.
أعراض الحمى المالطية المتكررة
بعد فترة من التعافي من العدوى الأساسية، قد يعاني البعض من
أعراض متكررة أو مضاعفات، والتي تتطلب اهتماماً طبياً مستمراً:
1. الحمى المتكررة: قد يعاني بعض المرضى من نوبات متكررة من الحمى حتى بعد
الشفاء من العدوى الأصلية. هذه الحمى المتكررة قد تستمر حتى بعد مرور عام من
الإصابة الأولية.
2. التهاب المفاصل المزمن: قد يتطور التهاب المفاصل إلى حالة مزمنة، حيث يصبح
الألم والتورم في المفاصل جزءًا من الحياة اليومية. في بعض الحالات الشديدة، قد
يصبح الالتهاب تعفنياً.
3. انتفاخ الخصية ومنطقة كيس الصفن: في حالات نادرة، يمكن أن تؤدي العدوى إلى انتقالها إلى
أنابيب البربخ، مما يتسبب في تورم الخصيتين والألم الشديد في هذه المنطقة.
4. التهاب الشغاف: يعد التهاب الشغاف من المضاعفات الخطيرة للحمى
المالطية، حيث يتسبب في التهاب الأنسجة الداخلية المبطنة للقلب. هذه الحالة يمكن
أن تؤدي إلى تلف صمامات القلب وقد تكون مهددة للحياة إذا لم تُعالج بشكل فعال.
5. الأعراض العصبية: قد تؤثر الحمى المالطية على الجهاز العصبي في حالات
نادرة، مما يتسبب في التهاب الأنسجة المحيطة بالدماغ والحبل الشوكي، وهو ما يُعرف
بالتهاب السحايا.
6. التعب المزمن: بعض الأشخاص قد يشعرون بتعب مزمن بعد التعافي من الحمى
المالطية، وهو ما يُعرف بمتلازمة التعب المزمن، التي قد تؤثر على قدرتهم على أداء
الأنشطة اليومية.
7. الاكتئاب: يمكن أن تؤدي الإصابة بالحمى المالطية إلى اضطرابات
نفسية، مثل الاكتئاب، والتي قد تتفاوت في شدتها بناءً على مدى حدة الأعراض الجسدية.
8. تورم في الكبد والطحال: قد تؤدي العدوى إلى تضخم الكبد والطحال، مما يتسبب في
تورمهما بشكل غير طبيعي.
أعراض الحمى المالطية بناءً على نوع البكتيريا
تختلف أعراض الحمى المالطية بناءً على نوع البكتيريا المسببة،
وكل نوع منها له فترة حضانة محددة وأعراض مصاحبة:
1. البروسيلا المُجهِضة (Brucella
abortus): يتميز هذا النوع بفترة حضانة تمتد من أسبوع إلى 8
أسابيع، وقد تشمل الأعراض الحمى التي تصل إلى 40 درجة مئوية، فقدان الوزن، آلام
البطن، والتهاب الطحال.
2. البروسيلا الكَلبِيّة (Brucella
canis): فترة حضانتها تتراوح من أسبوعين إلى 3 شهور. الأعراض
تشمل التعب الجسدي العام، فقدان الشهية، وفقدان الوزن.
3. البروسيلا الخِنزيرية (Brucella
suis): فترة حضانتها تمتد من أسبوعين إلى 4 أسابيع، وقد تظهر
الأعراض بعد 6 أشهر. تشمل الأعراض الحمى، القشعريرة، التعب، الألم في الظهر، وتورم
الكبد والطحال.
4. البروسيلا المالطية (Brucella
melitensis): فترة حضانتها تتراوح بين أسبوع إلى 8 أسابيع، وقد تشمل
الأعراض الصداع، التعب، ارتفاع الحرارة التدريجي، وفقدان الوزن.
أعراض الحمى المالطية عند الأطفال
في الأطفال، قد تكون الأعراض أكثر اعتدالاً أو متوسطة، حيث
تتراوح فترة الإصابة من أسبوعين إلى 4 أسابيع، وتشمل الأعراض الشائعة:
1. ارتفاع الحرارة: وهو من الأعراض الشائعة التي قد يعاني منها الأطفال
المصابون بالحمى المالطية.
2. التهاب مفاصل أحادي: قد يؤثر التهاب المفاصل على مفصل الحوض أو الركبة.
3. التهاب الدم: في بعض الحالات النادرة، قد يحدث التهاب في الدم.
4. التهاب السحايا: قد يحدث التهاب في الأنسجة المحيطة بالدماغ والحبل
الشوكي.
الأسئلة الشائعة
ما هي الأعراض التي تستدعي الذهاب إلى
الطبيب؟ إذا استمرت الحمى وعدم
نزولها، أو شعرت بألم شديد في العضلات وتعب جسدي غير مفسر، يجب استشارة الطبيب.
هل من أعراض تستدعي التوجه إلى الطوارئ؟
الحالات
التي تعاني من مضاعفات حادة أو التهاب الدم قد تحتاج إلى مراجعة الطوارئ.
كيف يتم تشخيص الحمى المالطية؟ يتم تشخيص الحمى المالطية من خلال زراعة البكتيريا من
الأنسجة المصابة أو الدم، وقد تستمر زراعة البكتيريا من 2 إلى 4 أسابيع، وفي بعض
الحالات قد تصل إلى 30 شهراً.
هل الحمى المالطية خطيرة؟
يمكن أن
تكون الحمى المالطية خطيرة في بعض الحالات إذا لم تُعالج بشكل صحيح، وقد تؤدي إلى
مضاعفات مثل التهاب الشغاف أو التهاب الأنسجة العصبية.
ماذا يأكل مريض الحمى المالطية؟
من
المهم أن يتجنب مريض الحمى المالطية تناول منتجات الحليب النيء أو غير المبستر
لتفادي تفاقم المرض.
هل الحمى المالطية تسبب العقم؟
في
الحالات المتقدمة، قد تسبب الحمى المالطية التهاباً في البربخ أو الخصية، مما قد
يؤدي إلى إعاقة الحركة وبالتالي قد يسهم في حدوث العقم.
هل الحمى المالطية تسبب الوفاة؟
قد تؤدي
الحمى المالطية إلى الوفاة في حالات نادرة، خاصةً إذا تسببت في التهاب الشغاف دون
علاج فعال.
هل الحمى المالطية معدية بين البشر؟
نادراً
ما تنتقل الحمى المالطية بين البشر مباشرة، ولكن يمكن أن تنتقل عبر التعامل مع
حيوانات مصابة أو تناول منتجات حيوانية ملوثة.
في ختام
هذا المقال، يجب أن ندرك أهمية الوعي بمخاطر الحمى المالطية وأعراضها وكيفية
التعامل معها. من خلال الاستشارة الطبية المبكرة، والابتعاد عن العادات الغذائية
غير الصحية، والتعامل بحذر مع الحيوانات المصابة، يمكن تقليل مخاطر الإصابة
والوقاية من المضاعفات.
تعليقات
إرسال تعليق